السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ارجو ان تعيننوا على مشكلتي فأنا في هم وغم لا يعلم به سوى الله.
مشكلتي بدأت منذ كنت في الخامس ابتدائي بلغت وانا صغيره..
في يوم من الايام تساءلت من اين يخرج الحيض ؟ولكن هنا كانت المصيبه قمت بإدخال اصبعي ولكني من وقتها لم اعد مثلما كنت..
خرج مني قطرات دم فظنيت انها الدوره ولا انكر اني احسست براحه من هذا الشعور
قمت بتكرار ذلك ولم اكن اعرف وقتها ماهو غشاء البكاره كررت هذا الفعل كثيراً ..
ولم اكن اعرف ماهو ايضاً وماذا يسمى عندما اصبحت في الثانويه عرفت ان هناك شيء يسمى غشاء البكاره وهو يدل على عفة الفتاه وشرفها
من تلك الايام وانا في دوامه لا يعلم بها الا الله فتره اصبح لا مباليه وفتره اصبح مهمومه انا الآن عمري 23 سنه وتقدم لخطبتي الكثير، ولكني ارفض واعرف انه سيأتي يوماً لا يتقبل فيه اهلي رفضي الدائم
الخوف اشغلني والهم احاط بي اقسم بأني لم يمسني بشر في حياتي فأنا من عائله محترمه..
واخاف الله لكني لااعلم ماذا افعل وكيف وماذا سيحدث لي مستقبلاً لن اخبر امي ابداً بهذه المشكله ليس لانها ستشك بي فذلك لن يحصل ابدا لانها تعرف تربيتها لنا ولاني لا اخرج من دونها ابدا
لكني لن افصح لها ابداً فمهما كانت الام لو عرفت عن ابنتها مثل هذا الشي سوف يحدث في قلبها شيء اقلها القلق والخوف والصدمه فكرت في كل الحلول ولكن دون جدوى لا اشعر بأن هناك حل ولو كان الحل هو عمل ترقيع للغشاء فأنا لا اشعر ان ضميري سيرضى به
لااريد ان اكون خادعه لمن سيتزوجني اريد ان اعيش صادقه ومطمئنه.. ومع العلم ايضاً انه لا يوجد في السعوديه هذه العمليه لا احد يعلم بمشكلتي الا الله ثم انا وصديقتي بحثنا وفكرنا ولم نزل نبحث ونفكر
فكرت ان استخدم اعشاب للتضييق لعلني لو تزوجت ان يحدث تمزق فنزيف ولو بسيط انا لا اعرف بالضبط ماذا افعل ساعدوني فالهم يوشك ان يأكل قلبي وقلب صديقتي انا لا اريد الا الستر . وجزاكم الله كل خير في الدنيا والآخره.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن اتبعه إلى يوم الدين .
الابنة الفاضلة:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته .
بداية أشكر لك اهتمامك بالسؤال والاستشارة وما خاب من استشار ، وشكرا لثقتك بموقعكم المستشار .
ونسأل الله العلي القدير أن يلهمنا الصواب ونقدم لك ولجميع السائلين الرأي الشافي الذي يريح القلب ويطيب النفس ..
الابنة الفاضلة.. حفظك الله من كل سوء ومن وساوس الشياطين .. ألم تلاحظي أنك تطلبين المساعدة والنصح والإرشاد وبذات الوقت تضعين العقدة في المنشار وتغلقين كل أبواب الحل وتضعي العراقيل والمعوقات وتتصورين في كل حل أنه يجلب معه أمور أصعب ..
بالتأكيد أنا لن أعفيك من الخطأ ولم ألتمس لكي عذرا لما فعلتيه حتى لو كنت لا تعلمين عواقبه .. فكل بنات الأرض تحيض ولا تفعل مثلما فعلتي لاكتشاف مصدر هذا الحيض .
الحل ابنتي أن تصارحي والدتك .. ومن الممكن ألا تصارحينها وجها لوجه لو كان هذا الأمر صعبا عليك .. يمكنك زيارة أحد أفراد العائلة وتكون والدتك وحدها وتتركي لها خطابا لتقرأه دون وجودك بالمنزل حتى لا تواجهك مباشرة ويحدث الصدام الذي تخشين منه ..
ويمكنك أيضا أن تكلفي خالتك أو جدتك أو صديقتك بهذا الأمر وهو إبلاغ والدتك .. ويحسن أن تكون الجدة إن لم تكن موجودة فالخالة وفي حال عدم وجود الاثنتين فلتكن صديقتك .
ابنتي.. والدتك هي أحرص الناس عليك وطالما أنك عفيفة وصادقة فلا تخشين أبدا من ردود الأفعال كل ما في الأمر أنها ستعاتبك كثيرا وتحملي ما تفعله .. لأن انفعالها سيكون أول خطوة في طريق الحل .
ثم حينما تهدأ وتبدأ بالتفكير ستصل إلى الحل المتوافق معكم ومع ظروفكم وسيكون رأيها الأرجح بالتأكيد فربما تصطحبك لطبيبة لتستشيرها.
وربما أن غشاء البكارة سليم وأن ما عشته طوال عمرك هو وهم لا أساس له من الصحة .. لأن إصبع اليد صغير وليس بالضرورة أن يكون ما فعلتيه يؤدي لتهتك الغشاء بالفعل ، ولا بد أن تتأكدي من الطبيبة .
وربما لدي والدتك حلول أخري ... وليس الحل في رفض الزواج لأن فرص الزواج قد لا تتكرر وأنتي تعلمين ارتفاع نسبة العنوسة بالمجتمعات العربية .
الصدق منجي عزيزتي وعذابك حين مصارحة والدتك سيكون يوما أو يومين.. أما عذابك الآن فهو كل يوم ..
دعيها تحمل معك هذا الهم لتقتسما التفكير وتهتديا بدلا من أن تحلي مشكلتك بمشكلة قد تكون أكبر.
هداك الله لما فيه الخير والصواب وطيب نفسك وقلبك وفرج كربك عن قريب بإذنه ومشيئته تعالى .
قال الله تعالي " فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (32) وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35) أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37)سورة الزمر .
الكاتب: د. حنان محمد درويش
المصدر: موقع المستشار